الثلاثاء، 21 يوليو 2009

الشرافة والسيادة

( أهل البيت ) علي وفاطمة وأبناهما و هو المعتمد الذي عليه جمهور العلماء ويدل له ما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله خرج ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله تحته ثم الحسين فأدخله ثم فاطمة فادخلها ثم علي فادخله ثم قال ( إنما يرد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . وقال الترمذي : حسن صحيح .وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة رضوان الله عليهم بكساء وقال : ( هؤلاء أهل بيتي وحامتي أي خاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) قالت أم سلمة وأنا معهم يارسول الله قال : ( انك على خير ) .ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أن أولاد بناته ينسبون إليه وفي الشرع أن الولد يتبع أباه لا أمه , وإنما خرج أولاد فاطمة وحدها للخصوصية التي ورد الحديث بها وهو مقصور على ذرية الحسن والحسين .وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت أنا والعباس جالسين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل علي بن أبي طالب فسلم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلسه عن يمينه , فقال العباس يارسول الله أتحب هذا ؟ فقال : يا عم والله لله أشد حبا مني إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا . أخرجه أبو الخير الحاكمي في الأربعين . فالحديث خص الانتساب والتعصيب بالحسن والحسين دون أختيهما , لأن أولاد أختيهما إنما ينتسبون لآبائهم . لهذا جرى السلف والخلف على أن ابن الشريفة لايكون شريفا إذا لم يكن أبوه شريفا .وقال صاحب المشروع الروي أن اسم الشريف كان يطلق في الصدر الأول على كل من أهل البيت سواء كان حسنيا أو حسينيا أو علويا من ذرية بن الحنيفة وغيره من أولاد علي بن أبي طالب ،، أو جعفريا أو عباسيا .ولهذا نجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحونا في التراجم بذلك يقول الشريف العباسي , الشريف العقيلي , الشريف الجعفري , الشريف الزينبي , فلما ولي الخلفاء الفاطميون بمصر قصروا اسم الشريف على ذرية ( الحسن و الحسين ) فقط , فأستمر لقب ( الشريف ) ببغداد لقب لكل عباسي و بمصر لقب لكل علوي , وقال الحافظ بن حجر الهيثمي : ( الشريف ) المنتسب من جهة الأب إلى الحسن والحسين , لأن الشريف وان عم كل رفيع إلا أنه اختص بأولاد فاطمة رضي الله عنها عرفا مطردا على الإطلاق , ومثله السيد هو في الأصل من يفوق أقرانه وخصه العرف بأولاد الحسين رضي الله عنهما جميعا.وأما عن الشرافة والسيادة وتاريخها فقد أورد الدكتور صلاح الدين المنجد في مقدمة ( طرفة الأصحاب ) أن هناك تحول في النسب ظهر في القرن الربع الهجري , فقد كانوا ينتسبون إلى القبائل العربية فأصبحوا ينتسبون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان لون النسب الجنس والقبيلة فأصبح لونه الدين والقرب أو البعد من الرسول صلى الله عليه وسلم , وكان اللون الأول يشبه الفخر والحمية , فأضيف إلى اللون الثاني على توالي الأيام نوع من ( البركة ) , وهل هناك أكثر بركة وفضل وفخر من النسب والسبب النبوي قوله صلى الله عليه وسلم ( ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لاتنفع إن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي , وان رحمي موصلة في الدنيا والآخرة ) , قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فتزوجت أم كلثوم لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أحببت أن يكون بيني وبينه سبب ونسب .ولعل الضعف الشديد الذي انتاب الدولة العباسية وظهور الدولة الفاطمية وقوتها هو الذي جرى على إطلاق لقب ( الشريف أو السيد ) على من كانو ا ينتمون إلى نسل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من السيدة فاطمة رضي الله عنها , إذ لايعقل أن يطلق هنا على العلويين في عهد قوة العباسيين الذين كانوا يرون إن العم أولى من البنت , فالشريف في الصدر الأول لم يكن يقصد به إلا معنى ( السيد ، والماجد ، والطاهر ، ذو المناقب ) .ولقب الشريف ألحق بالمرتضى محمد بن الحسين سنة 355هـ وأطلق على الرضي الشريف محمد بن الحسين سنة 359هـ , وأما قبل ذلك فقد كان يطلق على نسل الإمام لفظ ( العلويين ) وعلى نسل أبيه ( الطالبيين ) .

هناك تعليق واحد:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تحية طيبة لصاحب الموقع

    وبارك الله فيك على هذا الانجاز الذي

    قمت به ولك منا جزيل الشكر .

    السادة / آل البدري

    ردحذف