الجمعة، 21 ديسمبر 2012

(نهاية العالم) بين العلم والاسطورة



مما لاشك فيه ان العالم سينتهي في يوم من الايام ، وقد وعد الله سبحانه وتعالى بإعادة الخلق كما بدأه اول مرة وهذا جلي في قوله تعالى (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) وعلم الساعة ( نهاية العالم ) عند الله ، لا يعلمها سواه ، فهي من الغيب ولا يعلم الغيب الا الله ، لا يعلمه انس ولا جآن .
والآيات والاحاديث على ذلك كثيرة يقول تعالى ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) وقوله تعالى : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها ( 42 ) فيم أنت من ذكراها ( 43 ) إلى ربك منتهاها ( 44 ) إنما أنت منذر من يخشاها ( 45 ) كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ).
وقد اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بأشراطها : عن حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال : اطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا ونحن نتذاكر . فقال : " ما تذكرون ؟ " . قالوا : نذكر الساعة . قال : " إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات ، فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ، وفي رواية : " نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر " . وفي رواية في العاشرة : " وريح تلقي الناس في البحر " رواه مسلم .
واما بالنسبة ليوم غدا الجمعة الموافق 21/12/2012 وهو اليوم الذي ادعت فيه حضارة المايا القديمة انه يوم القيامة او( نهاية العالم ) كما يزعمون ، فنرد عليهم ونقول كذب المنجمون ولو صدقوا ، بمعنى ان علم الساعة من العلم بالغيب ولا يعلم الغيب الا الله ، اما علم التنجيم فليس من العلم بالغيب ، فهو علم كغيرة من العلوم الفلكية والحسابات الرياضية التي قد تخطئ وتصيب .
ولا نستبعد ان يصيب بعض الامم كوارث طبيعية ( فيضانات او زلازل او براكين او اعاصير وغير ذلك من الابتلاءات و المصائب التي يقدرها الله سبحانه وتعالى ، فهي من (الاقدار) ولابد ان نؤمن بالقدر خيره وشره .
واذا اردنا ان نربط بين الاحداث والعلامات والتغيرات المناخية لوجدنا الدليل من الكتاب والسنة على كل شيىء يصير في الارض او في السماء.
ولا ننسى الاشارة الى السبب الرئيسي والعامل المشترك الذي ادى الى زوال الامم وهلاك الشعوب وانتزاع الملك وهدم العروش الا وهو( الظلم ) يقول ربنا جلى وعلى (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) وقوله تعالى (وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ) .
ويقول سبحانه وتعالى (فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم ).
 (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين).
وقوله سبحانه وتعالى (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين).
وقوله تعالى (وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين ).
وقوله تعالى ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون )
سبب آخر لا نستطيع الغفلة عنه وهو ( ان البلاء موكل بالمنطق ) فعندما تتفوه بكلمة فيها بلاء على نفسك او غيرك فإنها قد تحدث دون ان تشعر لذلك يقول صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الاخرفليقل خيرا او ليصمت )
فعندما تصنع الافلام لنهاية العالم وتحدد اليوم والتاريخ الذي يحدث فيه ذلك وتنتظر الهلاك لنفسك ولامتك فانت هنا قد نطقت بذلك ، وتستعجل العذاب لك ولامتك  (قالوا يانوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ) ، ( وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ).
واما بالنسبة ليوم الجمعة فقد اخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عنه حيث قال (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق ‏آدم ‏ ‏وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ، رواه‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏حديث حسن صحيح ) .
فيجب علينا ان نحذر من الفتن ونستعيذ بالله منها ما ظهر منها وما بطن  وان نفرق بين قيام الساعة والفتن والمصائب والابتلاءات ، يقول تعالى (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) وأن نتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآلة وصحبة وسلم تسليما كثيرا .
ان كنت قد اصبت فمن الله وان كنت قد أخطأت فمن نفسي والشيطان،، والله الهادي الى سواء السبيل .