نزول الملائكة في بلاد الشام حقيقة ام خيال ؟؟
بسم الله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
الايمان بالملائكة عليهم السلام شرط من شروط الايمان بالله سبحانه وتعالى ،، فيجب على كل مؤمن أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن يؤمن بالقدر خيره وشره ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) الايمان بالملائكة من الايمان بالغيب ، والايمان بالغيب من الايمان بالله سبحانه وتعالى .
الإيمان بالملائكة وهو الاعتقاد الجازم بوجودهم وأن الله خلقهم من نور لعبادته وأنهم عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون لايستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لايفترون ، ولهم وظائف كثيرة فمنهم الموكلون بحمل العرش ومنهم الموكلون بالوحي ومنهم الموكلون بالجبال ومنهم خزنة الجنة وخزنة النار ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد ومنهم الموكلون بقبض أرواح المؤمنين ومنهم الموكلون بقبض أرواح الكافرين ومنهم الموكلون بسؤال العبد في القبر ، وأفضلهم جبريل روح القدس عليه السلام وهم كثيرون لا يعلم عددهم إلا الله لا يأكلون و لا يشربون ولا يتناسلون وخلقتهم عظيمة لهم أجنحة متباينون في عددها وقد أعطاهم الله قوة يتمثلون ويتشكلون في غير صورهم التي خلقها الله عليها وقد حجبهم الله عنا فلا نراهم في صورهم التي خلقوا عليها ولكن كشفهم لبعض عباده كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته له ستمائة جناح قد سد الأفق ،
الملائكة عليهم السلام لا يتنزلون الى الأرض الا بأمر الله ولا يتنزلون على احد من عباد الله المؤمنين الا بامر الله سبحانه وتعالى سواء كانوا انبياء الله ورسله اوعباد الله الصالحين ، لقوله تعالى ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ) .
وقد مد الله المؤمنيين الصابرين في غزوة بدر بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ، يقول الرب جل وعلى ( بلى ان تصبروا وتتقوا
ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ) فصبروا يوم بدر فاتقوا فأمدهم الله بخمسة آلاف .
فقد نزلت الملائكة للقتال في يوم بدر وأحد، وظاهر الأدلة أنهم قاتلوا بحنين أيضا وبالخندق .
وقد جزم النووي في شرح مسلم أن قتالهم لم يختص بيوم بدر، ودليل نزولهم قوله تعالى: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ) .
فلماذا اذا نستبعد تنزلهم بامر الله في بلاد الشام مددا لعباده المؤمنين المستضعفين في تلك الأرض . أليس الذي ينزلهم في ليلة القدر من كل عام قادر على ان ينزلهم في بلاد الشام .
اذا لما العجب والاستغراب ( انما أمره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ) .
كما ان الملك اذا تمثل على هيئة بشر فاننا نستطيع ان نره بالعين المجرده اذا شاء لنا الله ان نراه .
وقد راى الصحابه رضوان الله عليهم جبريل عليه السلام على هيئة بشرعندما جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عمر رضي الله عنه قال "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه قال يا محمد أخبرني على الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إله سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن أماراتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتآكم يعلمكم دينكم" رواه مسلم .
وهذا الحديث واضح وضوح الشمس ان الصحابة راوا جبريل عليه السلام على هيئة بشر وكانوا لايعلمون ان جبريل عليه السلام حتى اخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك .
وايضا مريم ابنت عمران عليها السلام رات جبريل عليه السلام
على هيئة بشر مع العلم ان مريم عليها السلام لم تؤتى النبوة ولا الرسالة بل ان الله اصطفاها وفضلها على نساء العالمين ، مريم عليها السلام رات جبريل عليه السلام على هيئة بشر وتكلمت معه
وجها لوحه لقوله تعالى ( ٱذْكُرْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً * فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً * قَالَتْ إِنِّىۤ أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً * قَالَ إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لاًّهَبَ لَكِ غُلَـٰماً زَكِيّاً * قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى غُلَـٰمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً * قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ ءَايَةً لِّلْنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً )
هذا الاية دليل قاطع على رؤية مريم عليها السلام لجبريل عليه السلام على هيئة بشر بالعين المجردة وتبادل الحوار معه .
ولم يرى احد من البشر جبريل عليه السلام على هيئته الطبيعية التى خلقه الله عليها سوى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يره على هيئته الطبيعية الا بالافق الأعلى ، وهذا فضل من الله به على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عندما عرج به الى السماء
( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ) .
كما ان الملائكة عندما تتمثل على هيئة بشر تكون في رداء أبيض اوشديد البياض ، وهذا مايميز اللون الأبيض النور الصفاء الوضوح النقاء الخالي من الشوائب .
في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل. وفي رواية لمسلم أنه قال: رأيت يوم أحد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد.
فطبيعتنا البشرية التى خلقنا الله عليها لا تمكننا من رؤية الملائكة
على طبيعتهم التي خلقهم الله عليها ، الملائكة من اعظم مخلوقات الله فلا تستطيع قوانا البشرية على تحمل ذلك ، فقد نصعق كما صعق موسى عليه السلام عندما رأى الجبل العظيم الضخم جبل الطور كوم تراب أمام عينيه ، فموسى عليه السلام لم يرى الله ، بل راى ذلك الجبل الضخم اصبح دكا عندما تجلى الله لذك الجبل ، فالجبل لم يستطيع ان يحتمل شيىء بسيط من نور الله عزوجل ، فكيف بالأنسان الضعيف الذي لا حول له ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق