ابراج الدنيا مكونة من عدة أدوار، وفي كل دور غرف وسويتات ، اما الجنحات فهي في الطوابق الملكية ، وهي الادوار الاخيرة من البرج ، وتختلف الاسعار حسب كل غرفة وسويت وجناح ، كما تختلف الخدمات التي تقدم للنزلاء ، فنزلاء الغرف في الدور الاول من البرج تكون خدمتهم أقل من الغرف او السويتات التي فوقهم ، وتكون خدمة السويتات اقل من الخدمة المقدمة للجناحات التي في الطوابق الملكية من البرج . فاذا كنت تملك مالا وافرا ، فصدقني لن ترضى الا بالطوابق الملكية ، وهذا شيئ طبيعي هناك المناظر الخلابة والخدمات المميزة والرفاهية بحد ذاتها . واما اذا كنت لاتملك مالا وافرا ، فصدقني سوف ترضى بأقل غرفة في الدور الاول . اذا كلنا متفقون أن هذا هو حال الابراج في الدنيا .
فهل فكرنا بحال الابراج في الجنة ؟؟
غرفة الدنيا أم غرفة في الجنة ؟
سويت في الدنيا أم سويت في الجنة ؟
جناح في الدنيا أم جناح في الجنة ؟
ياسبحان الله الجنة ايضا كذالك غرف من فوقها غرف مبنية ، أدوار وأبراج ياسبحان الله .
الخدمة ايضا في الجنة تختلف ، خدمات الغرف في الدور الاول تختلف عن الدور الثاني وكل دور تختلف خدمتة عن الدور الذي يليه حتى نصل الى منازل الانبياء والصديقيين والشهداء والصالحين ، وتلك هي الطوابق الملكية .
فاذا نحن لا نرضى بالقليل في الدنيا الفانية ، فكيف نرضى بالقليل في الاخرة الباقية .
أبراج الدنيا زائلة ونسكنها بالمال ، وأبراج الجنة خالدة ونسكنها بالتقوى والاعمال الصالحة ، عرضها كعرض السموات والارض اعدت للمتقين ، فيها لاعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
إن للذين يخافون ربهم ويعملون صالحًا, فوزًا بدخولهم الجنة. إن لهم بساتين عظيمة وأعنابًا, ولهم زوجات حديثات السن، نواهد مستويات في سن واحدة, ولهم كأس مملوءة خمرًا. لا يسمعون في هذه الجنة باطلا من القول، ولا يكذب بعضهم بعضًا.
وجوه المؤمنين يوم القيامة ذات نعمة؛ لسعيها في الدنيا بالطاعات راضية في الآخرة, في جنة رفيعة المكان والمكانة, لا تسمع فيها كلمة لغو واحدة, فيها عين تتدفق مياهها, فيها سرر عالية وأكواب معدة للشاربين, ووسائد مصفوفة, الواحدة جنب الأخرى, وبُسُط كثيرة مفروشة.
إن أهل الطاعة والإخلاص الذين يؤدون حق الله, يشربون يوم القيامة مِن كأس فيها خمر ممزوجة بأحسن أنواع الطيب, وهو ماء الكافور.
وأعطاهم حسنًا ونورًا في وجوههم, وبهجة وفرحًا في قلوبهم, وأثابهم بصبرهم في الدنيا على الطاعة جنة عظيمة يأكلون منها ما شاؤوا, ويَلْبَسون فيها الحرير الناعم, متكئين فيها على الأسرَّة المزينة بفاخر الثياب والستور, لا يرون فيها حر شمس ولا شدة برد, وقريبة منهم أشجار الجنة مظللة عليهم, وسُهِّل لهم أَخْذُ ثمارها تسهيلا.
ويدور عليهم الخدم بأواني الطعام الفضيَّة, وأكواب الشراب من الزجاج, زجاج من فضة, قدَّرها السقاة على مقدار ما يشتهي الشاربون لا تزيد ولا تنقص, ويُسْقَى هؤلاء الأبرار في الجنة كأسًا مملوءة خمرًا مزجت بالزنجبيل, يشربون مِن عينٍ في الجنة تسمى سلسبيلا؛ لسلامة شرابها وسهولة مساغه وطيبه.
ويدور على هؤلاء الأبرار لخدمتهم غلمان دائمون على حالهم, إذا أبصرتهم ظننتهم- لحسنهم وصفاء ألوانهم إشراق وجوههم- اللؤلؤ المفرَّق المضيء.
وإذا أبصرت أيَّ مكان في الجنة رأيت فيه نعيمًا لا يُدْركه الوصف، ومُلْكا عظيمًا واسعًا لا غاية له.
يعلوهم ويجمل أبدانهم ثياب بطائنها من الحرير الرقيق الأخضر, وظاهرها من الحرير الغليظ, ويُحَلَّون من الحليِّ بأساور من الفضة, وسقاهم ربهم فوق ذلك النعيم شرابًا لا رجس فيه ولا دنس.
ويقال لهم: إن هذا أُعِدَّ لكم مقابل أعمالكم الصالحة, وكان عملكم في الدنيا عند الله مرضيًا مقبولا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق