وردتي الجورية
لقد حباني الله سبحانه وتعالى وردة جورية , فقلت في نفسي إنها نعمة كبيرة من الله بها علي , وأقسمت منذ ذلك الحين رعايتها وسقايتها بعطفي وحناني , فأخذتها بكل حذر حتى لا تخدشها يداي و غرستها في حديقة قلبي , وكنت في كل يوم أرويها بكلماتي وحبي لها حتى ازدهرت وتفتحت في بستاني وأصبح شذى عطرها الفواح يهز كياني , وفي ذات يوم أحسست أن وردتي تحمل في نواتها بذرة صغيرة , ففرحت فرحا شديدا وهرعت إلى بلكونة منزلي المطلة على أمواج البحر لكي آخذ نفسا عميقا من نسيمه , فإذا بي أرى السماء ملبدة بالغيوم فرفعت وجهي لأتأمل ذلك المنظر الخلاب , فإذا بقطرات المطر تتساقط على وجهي وهبت نسمة ريح باردة , فماكان مني إلا أن أغمضت عيناي وأطلقت العنان لأحاسيسي ومشاعري لكي تحلق وتطير من غيمه لغيمه ومن شجرة لشجرة وسط الأمطار وتتجه جهة البحر لكي تبلغ مغرب الشمس , ثم تعود إلي لتحط في بلكونة منزلي , وعندها فتحت عيناي فإذا بي أرى وردتي الجورية وقد أنجبت لي وردة جورية صغيرة ترقد بجوارها , فأصبحت وردتان مغروستان في حديقة قلبي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق