بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، و على آله وصحبه الطيبيين المرضيين ، وبعد :فهذه القبيلة قبيلة عريقة من قبائل الأشراف الحسنيين في الحجاز ، و هم من خلاصة و ذؤابة عقب الشريف حسن بن عجلان بن رميثة بن محمد أبي نمي الأول رحمه الله تعالى . و جيرانهم من قبآئل الأشراف كالأشراف ذوي حسن و الأشراف العبادلة يقرون لهم بالشرف ، و يستفيض ذلك عندهم . و ينعتون في عدد كبير من الوثائق القديمة بالشرف . و هي تنتسب إلى الجد الجامع لها ، و هو ( الشريف زاهر بن واضح بن زاهر بن أبي القاسم بن حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي الأول ) .و كما هو واضح ، فإنَّ الأشراف الزواهرة من عقب الشريف أبي القاسم بن حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي الأول ، و هو الشريف أبو القاسم مؤيد الدين ، " أمير مكة " ، ولد بمكة و نشأ بها [1] . تزوج الشريف أبو القاسم بابنة عمه أم الكامل بنت محمد بن عجلان ، سنة 822 بالوادي[2] ، و مات عنها ، و تأيمت بعده بحيث امتنعت من إجابة أخيه السيد بركات [3] . و قد ماتت رحمها الله تعالى في سنة 861 في ذي القعدة بمكة ، كما في " إتحاف الورى "[4] ، و في " الدر الكمين " :" صبح يوم الجمعة تاسع الحجة سنة 861 بمكة " [5]. و كان الشريف بركات يعاتب أخاه الشريف أبا القاسم ، بعد وقوع الفتن بينهما بعد وفاة أبيهما الشريف حسن .
ذرية الشريف أبي القاسم بن حسن بن عجلان أعقب الشريف أبو القاسم : رميثة ، و إدريس ، و زاهر . و كان الشريف زاهر بن أبي القاسم له " ذِكرٌ في أيام أبيه و سطوة و تجبر إلى أن قيده أبوه ، ثم رضي عنه " [7] . و لم نجد بعد موت أبي القاسم أي خبر أو ذكر للشريف زاهر في تواريخ مكة المعاصرة ، كما أنها لم تسعفنا بتاريخ وفاته و لامكانها . و للشريف زاهر ولدٌ اسمه :" واضح " ، قُتِلَ في معركة " حلي " سنة 905 [8] مع جند ابن عمه الشريف بركات بن محمد بن بركات بن حسن ، و قد قتل في هذه المعركة ( أحد عشر شريفاً ) [9]. و يوجد اليوم مكان غرب القوز و جنوب مدينة القنفذة و يبعد عن حلي شمالاً نحو 30 كيلاً يعرف باسم " مقبرة شهداء الأشراف " ، و هي مقبرة قديمة بتلك الناحية ، لا يدفن فيها منذ القدم ، و هي في أرض تدعى بـ" المنقعر " في أملاك الأشراف آل واضح من قبيلة الأشراف الزواهرة . و بالقرب منها أرض آل حسن بن علي من الأشراف الزواهرة . و للشريف زاهر بن أبي القاسم بنتٌ اسمها " فاطمة " . ماتت ليلة الأربعاء ربيع الآخر سنة 902 ، و صلى عليها ضحى عند باب الكعبة قاضي القضاة الشافعي في جماعته , و شيعوها إلى المعلاة ، و دفنت هناك عند تربة بني ظهيرة القديمة [10]. و ماتت بعدها بأيام ، في يوم السبت رابع الشهر ، أختها أم الكامل بنت زاهر ، وصلي عليها بين صلاتي العصر و المغرب عند باب الكعبة ، ودفنت عند أختها [11]. و يقع في وثائق الأشراف الزواهرة ورود اسم ( أم الكامل ) بكثرة ، تدل على أصل النسب وتسلسله . و أما الشريف إدريس بن أبي القاسم بن حسن ، فقد تزوج بابنة عمه فاطمة بنت بركات بن حسن في ليلة الثلاثاء 3/8/855 [12]. و " أولدها أحمد ، ثم طلقها "[13] ، فتزوجها الشريف عجل بن رميح ، و أنجب منها عدة من الولد ، منهم : الشريف شهوان [14] . و كانت زوجته الشريفة فاطمة بنت بركات بن حسن جليلة عند أخيها الشريف محمد أمير مكة ، حتى " ..كان ينتسب إليها في حروبه ، و يقول : أنا أخو فاطمة "[15] . و هي أختٌ شقيقة له ، أمهما الشريفة شقراء بنت زهير الحسيني[16] . و قد ماتت الشريفة فاطمة بنت بركات في " صوب اليمن ، في ظهر الاثنين 17/5/875 ، و حملت لتدفن في مكة ، فوصلت في ضحى الثلاثاء ، وغسلت ، وصلي عليها ، و دفنت بالمعلاة بجوار أبيها " [17] . و عيَّنَ في " الدر الكمين " المراد بصوب اليمن ، فقال :" بالسعدية أو البيضاء من ناحية اليمن "[18] . و لم نقف للشريف إدريس بن أبي القاسم و ابنه أحمد ، على ذرية في كتب التاريخ المكي ، و كذلك فعلت شجرة أبي قناع .و أما الشريف رميثة بن أبي القاسم ، فقد قال السخاوي عنه :" مات غريباً بالمحلة ، و كان راجعاً من إسكندرية في ربيع الثاني سنة 879 ، وشهد الصلاة عليه ، ثم دفنه ، من لا يحصون كثرة ، و كان توجهه إلى القاهرة سنة 876 رحمه الله " [19] . و كان سبب ذهابه إلى مصر طلبه لإمرة الحجاز إلا أنه لم يُجب [20] . و أعقب الشريف رميثة بن أبي القاسم ولداً واحداً ، هو " الشريف أحمد " كما في مصادر التاريخ المكي . و أعقب الشريف أحمد بن رميثة بن أبي القاسم بن حسن ثلاثة من الولد ، هم[21] : رميثة ، و أبو القاسم ، و علي . و اقتصرت شجرة أبي قناع على ذكر الشريف رميثة بن أحمد فقط . أما الشريفة زيلعة بنت أبي القاسم بن حسن ، فقد تزوجها ابن عمها الشريف محمد بن بركات بن حسن ، و دخل بها ليلة الثلاثاء الموافق 16/7 /855 [22]. و ماتت رحمها الله تعالى في سنة 908 هـ ، و صلي عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ، و دفنت بالمعلاة [23]. قبيلة الأشراف الزواهرة في شجرة أبي قناع الشهيرة باسم شجرة أمير مكة الشريف سرور بن مساعد ذكرت شجرة أبي قناع لواضح ولداً واحداً ، هو " الشريف زاهر " ، ثم فرَّعت في عقبه ، فذكرت له ستة من الولد ، هم :" حسن ، و علي ، و واضح ، و منير ، و أحمد ، و أبو القاسم " ، و بينت أعقابهم بياناً حسناً . و الشريف زاهر بن واضح بن زاهر بن أبي القاسم بن حسن بن عجلان ، هو جد الأشراف الزواهرة ، و أعقاب الزواهرة اليوم من أولاده المذكورين ، و مساكنهم اليوم : بالقنفذة ، و ساحل يبا- و يعرف بساحل الزواهرة - ، و وادي الأحسبة ، و جدة . و من الأشراف الزواهرة اليوم من هو في عداد أولاد عمومتهم من الأشراف ذوي حسن أشراف الشواق . و كانت لهم مزارع و أراضٍ قديمة في نواحي الليث ، لا زال بعضها معروفاً . و لهم أوقاف موقفة على أقاربهم و جماعتهم . و يوجد بناحية مزارعهم وادٍ يعرف بوادي " مسعود " ، و بالقرب منه مقبرة لهم . و هذه القبيلة الكريمة يشيع في كثير من أسرها العلم و القراءة و الكتابة منذ القدم . و قد اطلعت على بعض وثائقهم و فيها نظم لمصطلح الحديث و عدد من المسائل الفقهية . كما أن منهم كتبة قائمون على حججهم و وثائقهم في القديم ، و من أشهرهم " الشريف محمد بن أحمد بن عمرو الزاهري " ، و كان يقوم على تجديد وثائقهم و تحريرها من فترة إلى أخرى ، رحمه الله تعالى . و لقب هذه القبيلة الكريمة :" الشريف الزاهري " . و قد ظهر هذا اللقب في عدد كثير من الوثائق التاريخية في القرن الثاني عشر الهجري و ما بعده .و أقدم ما وجدته مما بين يدي من الوثائق في عام 1137 حيث ورد فيها اسم " الشريف حسين بن أحمد الزاهري " ، و وثائق بتواريخ 1143 و 1153 و غيرها ، كلها تلقبهم بلقب الزاهري و تصفهم بالشرف . و هذا يدل على أن نشأة اللقب قديمة تعود في أصولها إلى القرن الحادي عشر الهجري ، والله أعلم . و ينقسم الأشراف الزواهرة إلى عدة فخوذ اليوم ، وهم : أولاً : آل حسن بن علي :و هم عقب الشريف حسن بن علي بن سليمان . كان عددهم يصل إلى ( 200 ) رجل تقريباً . منهم قديماً : الشريف علي بن سليمان الزاهري و ابنه الشريف محمد ، و منهم : الشريف إبراهيم بن عبدالكريم الزاهري و أبناءه الأشراف : محمد ، و راجح ، و علي ، و عمر ، و أحمد ، و حسن ، كانوا أحياء سنة 1153 . و من كبارهم اليوم : 1- الشريف أحمد بن محمد بن حسن بن إبراهيم بن أحمد بن عبدالكريم بن حسن بن علي ، الشهير بلقب ( ابن عامر ) . و والده الشريف محمد مشهور بلقب ( ابن عمرو ) . و هو إخباري عارف بأخبار الأشراف ، من قدماء أهل القنفذة . و كانت له نهمة في حفظ القصائد الشعرية منذ صغره . و للشريف أحمد بن محمد الشهير بابن عامر أولاد و ذرية ، منهم : أ- الشيخ الشريف محمد الشهير بن أحمد الشهير بابن عامر كأبيه ، الزاهري الحسني ، وُلِدَ بالقنفذة سنة 1366 ، ودرس بساحل يبا ثم بالقنفذة ثم التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود – قسم الشريعة ، ثم عين مديراً للمدرسة السعودية و مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالقنفذة ، و تتلمذ الشريف محمد ابن عامر الزاهري الحسني على عدد من الشيوخ ، منهم : الشيخ عبيدالله الأفغاني ، و الشيخ سعد بن ناصر الأحمد أحد تلاميذ الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، و الدكتور أحمد فال الشنقيطي ، و الشيخ الشريف عيسى بن علي الحازمي رئيس محاكم القنفذة ، و عضو هيئة التمييز ، و الشيخ علي حسن عكور ، و الشيخ عبدالله بن أحمد مطهر قاضي محكمة المظيلف سابقاً ، و غيرهم . و الشيخ الشريف محمد ابن عامر الزاهري هو إمام و خطيب جامع الأميرة الجوهرة بالقنفذة . و للشيخ الشريف محمد ابن عامر الزاهري الحسني مؤلفات علمية ، منها : " حقوق ذوي القربى " ، و " أحكام المرتد " ، و " شرح خمسين حديثاً " ، و بحث عن الحوض سماه " الروض في ذكر الحوض " ، و له كتاب جمع فيه خطب الجمعة سماه" جهد المقل و ضياء المطل " ، و له ديوان شعري . و جميع هذه الكتب غير مطبوعة .
و للشريف محمد ابن عامر أولاد و ذرية طيبة ، منهم : الأستاذ الشريف أحمد بن محمد ابن عامر محاضر بجامعة أم القرى ، و هو يحضر الدراسات العليا ببريطانيا في اللغة الفارسية ، و الأستاذ الشريف حمزة ، و الشريف عبدالعزيز . ب- الدكتور الشريف حمزة بن أحمد بن محمد ابن عامر الزاهري الحسني ، حصل على الدكتوراة من جامعة الزيتونة ، وله ديوان شعر مطبوع بعنوان ( الشواطيء ) ، و له الشعر الشعبي في القنفذة ، وله كتاب خمس قصص للأطفال ، و هو عضو في نادي جدة الأدبي . و له من الأبناء : محمد ، و حسن .و من عقب الشريف أحمد ابن عامر و أولاده : الشريف بلقاسم ، والشريف حسن ، و الشريف مدني . 2- و منهم : الشريف أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبدالكريم . مات دون عقب ، و كان يلقب بعامر ، و هو جد الشريف أحمد ابن عامر لأمه ، مات تقريباً سنة 1319 ، رحل إلى زبيد ، و تعلم العلم و القران ، ورجع معه بكتب شرعية من هناك . ثانياً : القواسمة : و هؤلاء ينتسبون للشريف أبو القاسم بن زاهر بن واضح بن زاهر بن أبي القاسم بن حسن بن عجلان . و يعرفون بالقواسمة . و هم فخذ مستقل في الأشراف الزواهرة . منهم قديماً : الشريف محمد بن أحمد بن محمد بن زين بن عمر الزاهري . و من كبارهم و معمريهم الآن : الشريف علي بن أحمد بن محمد بن زين ، الملقب بأبي القصب ، قارب المائة سنة . و منهم : ابنه الشريف حسن بن علي بن أحمد الزاهري . و منهم : الشريف أحمد بن جيلان الزاهري ، له أراض زراعية بالأحسبة ، و مات بها رحمه الله تعالى .و منهم : الأستاذ الشريف محمد بن مديني الزاهري . و من الأشراف القواسمة : الأشراف آل الهايج ( الهُيَج ) : يردُ ذكرهم كثيراً في الوثائق والحجج الشرعية . و منهم الشريف علي بن محمد بن علي بن عجلان بن أبي القاسم المذكور . و منهم قديماً : الشريف محمد بن أحمد ابن الهايج الزاهري الحسني ، و الشريف بلقاسم بن محمد ابن الهايج الزاهري الحسني كان حياً سنة 1214 . ثالثاً : آل واضح : منهم الأستاذ الشريف بلقاسم بن أحمد بن بلقاسم بن حسين آل واضح الزاهري الحسني ، مدير التعليم سابقاً بمحافظة القنفذة ، وعضو المجلس البلدي . و من عقب الشريف أحمد بن بلقاسم الزاهري : الشريف حسن و الشريف محمد والشريف عبدالله . و من كبارهم و المشهورين فيهم : الشريف محمد بن عبدالرحمن الشهير بابن معبر الزاهري ، و هو معرف على جماعته . و منهم : الأستاذ المتقاعد الشريف أحمد بن حسن بن عبدالرحمن بن محمد بن علي الشهير بابن معبر ، الزاهري الحسني ، له رسالة صغيرة مطبوعة في 32 صفحة من القطع الصغير ، و هي في نسب جماعته ، بعنوان ( شجرة التربة الصالحة ) ، طبعت كمسودة بمصر ، و لم تبيض و تراجع و تنقح ، و فيها بعض الأوهام و الأخطاء الطباعية ، و هو مجتهدٌ في تهذيبها و تصحيحها - إن شاء الله - ، جزاه الله خيراً . و منهم الشريف محمد بن حسن الزاهري ، من كرام الأشراف الزواهرة ، و رجالهم المعروفين . موالي الزواهرة : يوجد لهذه القبيلة الشريفة الحسنية النموية القرشية عدد من العتقاء و الموالي ، و هم معروفون و مسجلون في وثائقهم و حججهم و لا يخفى أمرهم . و يلقبون في الوثائق بـ" القواد " ، و " القائد " ، و يقال عنهم " تابع ذوي زاهر " . و أحياناً ينص في وثائقهم القديمة على أنه تابع فلان من الأشراف الزواهرة ، و منهم من يكون من موالي قبيلة أخرى من الأشراف ، لكنه ينتسب إليهم لحصول المعروف و الاحسان أو الشفقة عليهم من هذه القبيلة الكريمة الأصيلة . مشتبه النسبةتوجد بعض القبائل التي تشتبه في نسبتها بنسب الأشراف الزواهرة ، و هم ليسوا منها ، و من ذلك : 1- الأشراف الزواهرة : من عقب جساس بن علي بن أبي القاسم بن حسن بن أحمد بن إبراهيم بن حسن بن عجلان . ذكرهم القبي النعمي في " الجواهر اللطاف المتوج بهامات السادات الأشراف " .2-الزواهرة :فخذ من الأشراف القرون [24]. 3-الزواهرة : فخذ من قبيلة الحمدة من ثقيف [25]. 4- الزواهرة : قبيلة كريمة عربية بالأردن . و ينسب إلى الفرد منهم باسم الجمع ، فيقال :" فلان الزواهرة " ، و لا يقال " الزاهري " . 5- الزاهري : من بني شهر . 6- الزواهرة : من حرب ، و النسبة إليهم ( الزويهري ) . و توجد قرية " الزواهرة " : أسفل وادي اليمانية ، أو نخلة اليمانية قرية " سولة " . وهي مذكورة في كتاب الشريف شرف بن عبدالمحسن البركاتي " الرحلة اليمانية " .
و في ختام هذا المختصر عن هذه القبيلة الكريمة الشريفة ، الحسيبة النسيبة ، فإني أشير إلى أن ما يتعلق بتفصيل أنسابها و أخبارها مما يطول ذكره ، فليعذرني القاريء على هذا الايجاز ، فإن ما لا يدرك كله ، لا يترك جله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق